قامت شركة جوجل، العملاق التقني الأمريكي، بالإعلان عن خطط لإنشاء مركز بحثي للذكاء الاصطناعي في باريس، وفقًا لما أعلنته الحكومة الفرنسية. تأتي هذه الخطوة في سياق اتجاه متزايد بين شركات التكنولوجيا الكبرى لوضع فِرقها في المدن الأوروبية. على مر السنين، قامت جوجل بالاستثمار بشكل كبير في مرفقها الهندسي في زيوريخ، سويسرا، حيث توجد فِرق متخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي من شركات ميتا، أبل ومايكروسوفت. بالمثل، تملك شركة أمازون، التي تُعتبر لاعبًا رئيسيًا في بحوث الذكاء الاصطناعي، فِرقًا موجودة في عدة مواقع في ألمانيا وبريطانيا.
يشمل مجال الذكاء الاصطناعي مجموعة واسعة من التقنيات التي تعتمد على خوارزميات ومعالجة البيانات الضخمة. يُستخدم في تطبيقات متنوعة، من الإعلانات عبر الإنترنت إلى وظائف كاميرا الهاتف الذكي. من المتوقع أن يضم المعهد الجديد لجوجل في باريس حوالي 300 باحث، مما يعزز المدينة بشكل أكبر كهدف لتُعترف بها باعتبارها مركزًا تكنولوجيًا متقدمًا.
أبرزت وزارة المالية الفرنسية استثمار جوجل في فرنسا كدليل على جاذبية فرنسا وأوروبا للشركات التقنية، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي. تتوافق خطوة جوجل مع الجهود الطويلة الأمد التي بذلتها باريس لتبوء مكانة رئيسية بين دول الوجهة لشركات التكنولوجيا. على سبيل المثال، أنشأت ميتا، على سبيل المثال، فريق بحثي في مجال الذكاء الاصطناعي في العاصمة الفرنسية منذ عام 2015.
تُسلط هذه التطورات الضوء على الجاذبية المتزايدة لمدن أوروبية لعمالقة التكنولوجيا الذين يسعون إلى استغلال حوض المواهب المتنوعة في المنطقة وتعزيز التعاون مع المؤسسات البحثية المحلية. من خلال إنشاء مراكز بحثية في مواقع بارزة في أوروبا، تستطيع شركات مثل جوجل الاستفادة من الخبرة والروح الابتكارية التي تقدمها هذه المدن. بشكل عام، يُعكس هذا الاتجاه الاعتراف بأوروبا كأرض خصبة للتقدم التكنولوجي في مجال الذكاء الاصطناعي.