في مملكة حقوق المشاهير وأصوات الذكاء الاصطناعي

عندما يلتقي بوليوود مع التعرف على الصوت الذكي: قصة توفير الحماية القانونية الاحترازية

العصر الرقمي يواجه مجموعة متنوعة من التحديات، وخصوصاً بالنسبة للمشاهير الذين يمكن اعتبار هويتهم الفريدة بطرق لم يسبق تصورها. بشكل لافت، أصبح جاكي شروف، الممثل البوليوودي القدير ذو الشغف لقضايا البيئة، في عناوين الأخبار مؤخرًا ليس بسبب أدواره على الشاشة، بل بفضل استدراكه في حماية علامته التجارية الشخصية. على النقيض التام، تواجه سكارليت جوهانسون—المعروفة بأدوارها في هوليوود وكذلك لأنها قد قرضت صوتها لتطبيق الذكاء الصناعي في الفيلم “Her”— تهديداً محتملاً لهويتها الصوتية الفريدة من عوالم الذكاء الصناعي.

وقد أصدر جاكي شروف بحركة غير مسبوقة حقوق شخصيته بنجاح في المحكمة العليا بديلهي، حيث نجح في الحصول على مذكرة لحماية اسمه وصورته والسمات اللامادية والمحددة لشخصيته، مثل صوته وسلوكياته. يمثل نجاحه في تحريك القانون لإزالة مقاطع الفيديو على يوتيوب التي انتهكت هويته رائدة قوية.

بينما وجدت النجمة العالمية سكارليت جوهانسون أن صوت المساعد الجديد لشركة OpenAI، سكاي—مشروع أقتربت في البداية من المشاركة فيه ولكنها في النهاية لم تتعاون عليه—به أوجه تشابه مُقلق مع صوتها. هذا دفع تحديًا قانونيًا، يبرز التعقيدات التي تواجهنا في حقبة تقنية يمكن للذكاء الصناعي أن يقلِّد سمات الإنسان بدقة مرعبة.

كما نتنقل خلال هذه اللغز القانونية، تصبح الآثار واضحة، من تأثير الذكاء الصناعي على الصحافة إلى ارتفاع تقييمات سوق الأسهم الهندي المتأثرة بالثقة السياسية. الموقف القوي الذي اتخذته بنك الاحتياطي الهندي في الحفاظ على الانضباط المالي يعكس تطور المشهد، حيث تصبح اليقظة والتأمل مثل الابتكار والتكيف ألزمتان كالهواء.

الأسئلة الرئيسية والتحديات
أحد الأسئلة الحرجة التي تنشأ عن تقاطع حقوق المشاهير وأصوات الذكاء الصناعي هو: كيف يمكن للقانون حماية هوية صوت المشهور من التقليد غير المصرح به أو الاستخدام السيء عن طريق تكنولوجيا الذكاء الصناعي؟ هذا السؤال يعتبر مركزياً في الصراعات مثل تلك التي واجهتها سكارليت جوهانسون ويعكس المخاوف عبر صناعة الترفيه.

واحدة من التحديات الرئيسية هي أن وتيرة التقدم التكنولوجي تفوق الأطر القانونية القائمة. القوانين غالباُ تتأخر، مما يؤدي إلى رد فعل بدلاً من استجابة قانونية استباقية. القانون الملكية الفكرية، والذي يتضمن حقوق الشخصية، كان يجب أن يتكيف مع الطرق التي تتفاعل بها المحتوى الذي أنتجه الذكاء الصناعي مع حقوق الأفراد.

مشكلة ملحة أخرى هي غياب التناسق الدولي في الحماية القانونية للسمات الشخصية. بينما قد تمنح دولة واحدة حقوق قوية للأفراد، قد تفتقر البلدان الأخرى لإطار واضح للحماية.

الجدل
هناك جدل فلسفي بشأن ما إذا كان بإمكان الذكاء الصناعي حقًا ‘إنشاء’ عمل جديد أو إنه يقوم ‘فقط بالتقليد’ على أساس الأنماط والمدخلات الموجودة. يمتد هذا الجدل إلى مجال حقوق الشخصيات، مع جانب يقول إن الذكاء الصناعي يخلق شيئًا جديد، بينما يزعم الآخرون أنه ينتهك الهوية الشخصية.

استخدام الذكاء الصناعي لاستنساخ صوت يطرح قضايا أخلاقية أيضًا، مثل الإمكانية المحتملة لسوء استخدام التقنية الرقمية المزيفة، وما إذا كان ينبغي أن تكون الموافقة شرطًا لاستخدام صوت الشخص، حتى لو كانت الصوت قد تم تكاثره اصطناعيًا بواسطة الذكاء الصناعي.

المزايا والعيوب
من المزايا لتقنيات التعرف على الصوت وتوليفه أنها لها القدرة المحتملة لتطبيقات خلاقة وعملية، مثل في صناعة الرسوم المتحركة، الكتب الصوتية، أو تزويد تقنيات الكلام للأشخاص الذين فقدوا أصواتهم.

ومن العيوب خطر أن تواجه نفس التكنولوجيا هذه الصوت مالكيها. يمكن استخدامها في خلق ترويجات مزيفة، والاتصالات المراوغة، أو حتى الإسهام في نشر المعلومات الخاطئة—ضربة مشلولة لمفهوم النزاهة في العلامة الشخصية وسيطرة الفرد على شخصيته.

بمراعاة هذه المخاوف، من الواضح أن يجب تطوير إطارات قانونية وأخلاقية شاملة للتنقل في هذه المياه الرقمية الغير مستكشفة.

للأفراد الذين يرغبون في استكشاف النقاش حول الذكاء الاصطناعي والقانون، يمكن أن تكون المصادر التالية نقطة انطلاق مفيدة:

– منظمة الحدود الإلكترونية، التي تناقش الخصوصية الرقمية والحرية في التعبير، بما في ذلك قضايا ذات الصلة بالذكاء الصناعي. يمكن زيارتهم على الرابط التالي: EFF.
– منظمة الشراكة الدولية لحقوق الملكية الفكرية (WIPO)، التي تتعامل مع الانعكاسات العالمية لقوانين الملكية الفكرية المتعلقة مباشرة بحقوق المشاهير. يمكن الوصول إليهم هنا: WIPO.
– OpenAI، المنظمة التي تقف وراء تكنولوجيا توليف الصوت الذكية التي أثارت مخاوف سكارليت جوهانسون، لأنظار في آخر الأخبار والتطورات في بحوث وتطوير الذكاء الصناعي. يمكن الوصول إلى موقعهم الرسمي على الرابط التالي: OpenAI.

Privacy policy
Contact