الذكاء الاصطناعي: أداة للكراهية

أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) أداة قوية في مختلف جوانب حياتنا، بدءًا من تحسين تجارب العملاء إلى تطوير تشخيصات طبية متقدمة. ومع ذلك ، مثل أي تكنولوجيا ، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض شريرة. واحدة من هذه الاتجاهات المقلقة هي استخدام AI من قبل المعادين للسامية لترويج نفي المحرقة ونشر رسائل مليئة بالكراهية.

تم استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور مسيئة ومعدلة تنتهك ذكرى ضحايا المحرقة بشكل مخزٍ. بشكل صادم ، تم إنشاء صور جنسية لآن فرانك ، الفتاة الصغيرة التي فقدت حياتها بشكل مأساوي في معسكر بيرغن-بلزين التركيزي. ثم انخفض الجناة أكثر من ذلك بتصويرها بثوب السباحة وإلى جانب المتحرش الجنسي المغضوب عليه هارفي وينستين. تهدف هذه الإبداعات المرعبة إلى تدنيس براءة وكرامة الضحية الشابة ، واستغلال قدرات الذكاء الاصطناعي لتعزيز أجندتهم المليئة بالكراهية.

بالإضافة إلى التشويهات البصرية ، تم استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء تقنيات رقمية متطورة تسمى “ديبفيكس” (Deepfakes) بها رموز معادية للسامية. تعمل هذه الأدوات الإعلامية المعدلة رقميًا على استنساخ مظهر أو صوت شخص ما ، مما يتيح للمعادين للسامية نشر أفكارهم السامة بسرعة لم يسبق لها مثيل.

أصبحت بعض المنصات عبر الإنترنت أرضية خصبة لهذا السلوك الساقط. على سبيل المثال ، استخدم مستخدمون على موقع “4Chan” أدوات “AI” لانتاج صور عنيفة ومعادية للسامية. وعلاوة على ذلك ، قام ناشطون من اليمين المتطرف على شبكة التواصل الاجتماعي “Gab” بتطوير روبوت محادثة باستخدام الذكاء الاصطناعي وأطلقوا عليه اسم “عم ال هتلر” ، الذي يتجسد في شخصية أدولف هتلر. ينفي هذا الروبوت المحادثة ليس فقط المحرقة ولكنه أيضًا يدعي أنه مؤامرة ضد قضيتهم.

تشكل تداعيات هذه الأكاذيب التي تولدها AI أمرًا يثير القلق بشدة. أعرب لورد بيكلز ، مبعوث حكومة المملكة المتحدة لقضايا ما بعد المحرقة ، عن قلقه من أن سوء استخدام AI قد يؤدي إلى تهوين المحرقة ونشر معلومات مضللة. الأمر المزعج بشكل خاص هو الأثر المحتمل على الناجين ، حيث يمكن استخدام AI لوضع كلمات مُلفقة في أفواههم ، مشوهاً الحقائق التاريخية ومحو الحقيقة.

يجب أن يكون معالجة هذه المسألة هي أولوية قصوى للمجتمع. تعتزم المملكة المتحدة معالجة هذه المشكلة عندما تتولى رئاسة الإنسانية والتضامن مع الذاكرة الهولوكوستية. ومع ذلك ، فإنها ليست مسؤولية الصناعة التكنولوجية وحدها. يجب أن تتخذ الصناعة التكنولوجية إجراءات لضمان أن نظمها قوية بما يكفي لمقاومة التلاعب من قبل الأشرار.

الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على أن يكون قوة لا يصدق للخير ، يعزز الحياة ويعزز المجتمع. ومع ذلك ، فإنه من الضروري أن نظل يقظين ونتحرك بنشاط للحماية من إساءته. من خلال مراقبة وتنظيم تقنيات الذكاء الاصطناعي بنشاط ، يمكننا التخفيف من المخاطر المرتبطة باستخدامها لترويج الكراهية ونشر المعلومات الخاطئة. فقط عندئذ يمكننا استغلال القوة الحقيقية للذكاء الاصطناعي لصالح البشرية.

الأسئلة الشائعة:

The source of the article is from the blog mendozaextremo.com.ar

Privacy policy
Contact