التأثير المضاد للذكاء الاصطناعي في سلامة العمليات الانتخابية

تداولت وسائل الإعلام الاجتماعية أمام الفضيحة التي قامت بها شركة كامبريدج أنالتيكا في عام 2018، وجود أدوارها في تشكيل السياسات الانتخابية أصبح تحت المجهر. ففضيحة كامبريدج أناليتيكا كشفت عن إمكانية التلاعب بآراء مستخدمي فيسبوك من خلال استخدام بياناتهم الشخصية. وفي عام 2024، نجد أنفسنا في منظر تطورت فيه الوعي والفهم بشكل كبير فيما يتعلق بالمخاطر المرتبطة بالمنصات الإلكترونية. ومع ذلك، ظهرت تحديات جديدة، بشكل خاص، في مجال الفهم الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي أصبح أداة قوية لتسريع إنتاج ونشر المعلومات الزائفة، ويلعب دوراً كبيراً في جهود توجيه الرأي العام وتأثير نتائج الانتخابات. يمكن تصنيف تأثير الذكاء الاصطناعي إلى ثلاث آليات رئيسية. أولاً، يمكن للذكاء الاصطناعي تضخيم حملات نشر المعلومات الزائفة بشكل هائل، مما يصل إلى الآلاف أو حتى الملايين من الأفراد في غضون ثوان. تنتاب جهود التحقق من الحقائق هذا الانتشار السريع، مما يجعل من الصعب مواجهة التسريبات الزائفة بفعالية.

ثانياً، يشكل ظهور الفيديوهات المزيفة بشكل هايبر واقعي تهديداً كبيراً لسلامة العمليات الانتخابية. باستخدام خوارزميات التعلم الآلي المتقدمة، يمكن للجناة إنشاء تزويقات مقنعة للصور أو الصوت أو الفيديو التي يمكن مشاركتها بشكل فيروسي على منصات وسائل الإعلام الاجتماعية. تجعل هذه التلاعبات من الصعب بشكل متزايد على المشاهدين التمييز بين الحقيقة والخيال، مما يؤدي إلى إمكانية تأثير الرأي العام.

أخيراً، يتيح التوجيه الاصطناعي للأهداف للمشاركين في السوء تخصيص حملاتهم لنشر المعلومات الزائفة لشرائح سكانية أو أفراد معينين. من خلال الاستفادة من البيانات الشخصية التي تم جمعها من وسائل التواصل الاجتماعي ومصادر أخرى عبر الإنترنت، يمكنهم استغلال التحيزات القائمة، والمخاوف، والضعف، مما يزيد من التأثير القناعي على الجمهور الهدف.

تشير دراسة إلى أنه بحلول عام 2024، سيؤدي الذكاء الاصطناعي إلى زيادة في المحتوى الضار على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بشكل يحدث يومياً تقريباً. يشكل هذا الانتشار تهديداً لعمليات الانتخابات في أكثر من 50 دولة، مهدداً استقرار المجتمعات وشرعية الحكومات في جميع أنحاء العالم.

The source of the article is from the blog be3.sk

Privacy policy
Contact