الشركات التكنولوجية تتحمل مسؤولية حماية الانتخابات بواسطة الذكاء الاصطناعي

في خطوة لمعالجة المخاوف المتزايدة من تدخل الذكاء الاصطناعي في الانتخابات، قد تعهدت عشرون شركة تكنولوجية بمنع استخدام برامجها في الحملات السياسية. هذه الاتفاقية التطوعية، التي وقع عليها قادة صناعيين مثل Microsoft وGoogle وAmazon، تعبر عن الاعتراف بين هذه الشركات بأن منتجاتها الذكاء الاصطناعي تحمل مخاطر ضمنية خلال الأوقات التي يُتوقع فيها أن يصوت مليارات الأشخاص في جميع أنحاء العالم.

تعترف الاتفاقية بشكل صريح بإمكانية أن يؤدي المحتوى الكاذب الذي تُولدة الذكاء الاصطناعي إلى تقويض نزاهة العمليات الانتخابية. من خلال توقيع الالتزام، تتحمل الشركات مسؤولية ضمان عدم تسليح الأدوات التي تطورها في الانتخابات. أكد براد سميث، نائب رئيس مجلس إدارة ورئيس Microsoft، على ضرورة أن تلعب الصناعة دورًا فعّالًا في منع سوء استخدام الذكاء الاصطناعي، قائلًا: “بينما تعتنق المجتمع فوائد الذكاء الاصطناعي، لدينا مسؤولية للمساعدة في ضمان عدم تسليح هذه الأدوات في الانتخابات.”

بينما طالب بعض الأفراد بحظر محتوى الذكاء الاصطناعي في الانتخابات، إلا أن الاتفاقية لم تصل إلى ذلك الحد. بدلاً من ذلك، تحدد الشركات ثمانية خطوات ستتخذها على مدار العام لمعالجة هذه المسألة. وتشمل هذه الخطوات تطوير الأدوات للتمييز بين الصور الناتجة عن الذكاء الاصطناعي والمحتوى الأصيل والحفاظ على الشفافية من خلال إبلاغ الجمهور عن التطورات الهامة.

لا يمكن التقليل من أهمية هذه المبادرة، حيث أشير إلى عام 2022 باعتباره الأهم في تاريخ الديمقراطية. مع انتخابات مقررة في عدة من أكبر الدول من حيث عدد السكان في العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة والهند وروسيا والمكسيك، فإن الخطر المحتمل للأصوات والصور ومقاطع الفيديو المزيفة التي تنتجها الذكاء الاصطناعي لتلاعب الرأي العام هو مصدر قلق حقيقي. على سبيل المثال، كشف الحدث الأخير الذي يتعلق بمكالمة هاتفية آلية مزورة تنتحل شخصية الرئيس جو بايدن عن ضرورة التصدي لهذه المسألة.

بينما قامت بعض الشركات بتنفيذ تدابيرها الخاصة بالفعل، مثل محاولة Meta لوضع علامات على الصور الناتجة عن الذكاء الاصطناعي، تدرك الصناعة أن التعاون المشترك ضروري. أكد نيك كليج، الرئيس لشؤون العالمية في Meta، “مع إجراء العديد من الانتخابات الكبرى هذا العام، فمن الضروري أن نفعل ما نستطيع لمنع الناس من أن يخدعوا بالمحتوى الذي ينشئه الذكاء الاصطناعي.” كما أكد كليج على ضرورة التعاون بين الحكومات والمجتمع المدني وصناعة التكنولوجيا لمكافحة المحتوى الخادع بفعالية.

تم الإعلان عن هذا الاتفاق في مؤتمر ميونخ للأمن، حيث تجتمع القادة العالميون لمناقشة التحديات العالمية الملحة. لقد كان موضوع الذكاء الصناعي التوليدي محورًا رئيسيًا في النقاشات العامة والخاصة، مع انعقاد منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس، سويسرا، حيث شهدت نقاشات واسعة حول هذه المسألة.

من خلال التصدي بشكل نشط للمخاطر التي تشكلها تقنية الذكاء الاصطناعي في الانتخابات، تقوم هذه الشركات التكنولوجية بخطوة هامة نحو ضمان نزاهة العمليات الديمقراطية في جميع أنحاء العالم. من خلال التنظيم الذاتي والتعاون، يهدفون إلى حماية الجمهور من المحتوى الخادع الذي ينشئه الذكاء الاصطناعي والحفاظ على الشفافية الأساسية للمجتمعات الديمقراطية.

استخلص من الفيديو:

The source of the article is from the blog krama.net

Privacy policy
Contact