تحديد علامات بروتينية واعدة لداء التصلب المتعدد

أجرى فريق من الباحثين في جامعة Linköping بالسويد دراسة حديثة اكتشفوا فيها مجموعة من 11 بروتينًا يمكنها بدقة تنبؤ شدة ونتائج الإعاقة على المدى الطويل لداء التصلب المتعدد (MS) لأفراد مختلفين. هذا الاكتشاف الرائد يفتح الباب أمام إمكانية تصميم العلاجات وفقًا لكل فرد بناءً على توقعات شدة المرض لديه.

التصلب المتعدد هو مرض مناعي مزمن حيث يهاجم الجهاز المناعي الخلايا الخاصة بالجسم ، مما يتسبب في تلف الأعصاب في الدماغ والحبل الشوكي. الهدف الأساسي لهذا الهجوم هو الميلين ، وهو مركب دهني يحيط ويعزل محاور الأعصاب ، مما يمكن من نقل الإشارات بكفاءة. عندما يتضرر الميلين ، يتأثر نقل الإشارات ، مما يؤدي إلى مجموعة من الأعراض والإعاقة.

أحد التحديات الرئيسية في إدارة داء التصلب المتعدد هو التباين الكبير في تطور المرض بين المرضى. لمعالجة هذه المسألة ، استهدف الباحثون تحديد علامات مبكرة يمكنها بدقة تنبؤ الحاجة إلى خيارات علاج أكثر فعالية للأفراد الذين يحتمل أن تكون لديهم تطور مرض شديد. وبفعل ذلك ، يمكن للمرضى تلقي تدخلات مستهدفة في الوقت المناسب للحد من الإعاقة على المدى الطويل.

شملت الدراسة تحليل ما يقرب من 1500 بروتين في عينات من 92 شخصًا مشتبهًا في إصابتهم حديثًا بداء التصلب المتعدد أو مصابين به. تم دمج بيانات التحليل البروتيني مع معلومات من سجلات المرضى ، مثل تقييم الإعاقة وصور الرنين المغناطيسي وتاريخ العلاج. باستخدام خوارزميات التعلم الآلي ، تمكن الباحثون من تحديد مجموعة من 11 بروتينًا يمكنها بدقة تنبؤ تطور المرض.

علاوة على ذلك ، اكتشف الفريق البحثي بروتين محدد يسمى سلسلة النيوروفيلامنت الخفيفة (NfL) كمؤشر موثوق لنشاط المرض على المدى القصير. يمكن أن يشير هذا البروتين الذي يتسرب من محاور الأعصاب التي تضررت إلى مستوى نشاط المرض في مرضى داء التصلب المتعدد. هذه النتائج ليست فقط تأكيدًا للبحوث السابقة حول استخدام NfL كمؤشر لتلف الأعصاب ، بل تشير أيضًا إلى إمكانياته كمقياس لنشاط المرض.

والأهم من ذلك أن نتائج الدراسة تم تأكيدها في مجموعة مستقلة من 51 مريضًا بداء التصلب المتعدد ، مما يدعم قوة النتائج. يعتقد الباحثون أن هذه البروتينات الـ 11 يمكن أن تكون أداة تحليلية قيمة لتحديد المرضى الذين سيستفيدون من علاجات أكثر تطورًا في مرحلة مبكرة من المرض.

على الرغم من أنه يلزم إجراء المزيد من الأبحاث والتحقق ، إلا أن تحديد هذه العلامات البروتينية يقربنا خطوة نحو الطب الشخصي لداء التصلب المتعدد. من خلال استهداف العلاجات بناءً على توقعات شدة المرض لدى الفرد ، يمكن للأطباء تقديم رعاية أكثر فعالية مع تقليل التدخلات غير الضرورية والآثار الجانبية المحتملة. تفتح هذه البحوث آفاقًا جديدة لفهم وإدارة داء التصلب المتعدد ، مما يجلب الأمل لأولئك الذين يعانون من هذا الوضع المعيق.

تم دعم الدراسة من قبل مؤسسات ومؤسسات بحث مختلفة ، مما يبرز الجهود التعاونية لتعزيز تفهمنا لداء التصلب المتعدد وتطوير استراتيجيات العلاج المستهدفة أكثر.

The source of the article is from the blog newyorkpostgazette.com

Privacy policy
Contact