تركيز دول الخليج على طموحات القيادة في مجال الذكاء الاصطناعي وتحديات الطاقة

الدول الخليجية لديها نوايا قوية وموارد كبيرة لتصبح رواداً في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، أكد فيكتور مانيف، شريك في Impetus Capital، خلال حضوره برنامج “بزنس ستارت” على قناة بلومبرغ تي في بلغاريا. جاءت تصريحاته بعد حضوره لمنتدى قطر الاقتصادي الذي نظمته بلومبرغ إل بي.

دبي عينت وزيراً للذكاء الاصطناعي ويطمح السعودية لأن تصبح مركزاً إقليمياً للذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030، وبهذه الخطوات تضع هذه الدول نفسها بشكل استراتيجي ضمن قطاع التكنولوجيا. كما تخطط قطر أيضاً للانضمام لأفضل عشر دول عالمية رائدة في تطوير الذكاء الاصطناعي. أوضح مانيف أن هذه الأهداف الإقليمية تتمتع بدعم مالي كبير يصل إلى مليارات الدولارات.

ترغب دول المنطقة في تحقيق الاستقلال التقني ولا تريد الاعتماد فقط على التقدمات الأمريكية أو الصينية. وتجد الشركات التكنولوجية الأوروبية استقبالاً حميمياً في هذه الأسواق، وفقاً لملاحظات مانيف.

ومع ذلك، لفت مانيف الانتباه إلى الاحتياجات الهائلة من الطاقة لتشغيل الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات من الجيل التالي. وشرح أن هذه الاحتياجات من الطاقة مرغوب فيها من قبل مستثمرين كبار، بما في ذلك شركات مثل مايكروسوفت ونفيديا، اللذين يستثمرون بنشاط في حلول الطاقة. ووصف مانيف قائلاً: “إيجاد حلول يمكنها توليد كمية كبيرة من الطاقة لتشغيل الحاجة الجائعة للمعالجات لمعالجة البيانات هو تحدٍ حاسم.”

كما ألقى الضوء على المناقشة حول استهلاك الطاقة التي أثارتها قطر. شارك مانيف قلقه بأن الاستثمار الضروري في مجال الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى نقص في الطاقة الوطنية بسبب احتياجات الطاقة الهائلة المرتبطة بتقنيات الذكاء الاصطناعي. تؤكد هذه التصريحات أهمية تحقيق توازن بين التطورات التكنولوجية واستراتيجيات الطاقة المستدامة.

طموح الدول الخليجية للتصبح رواداً في مجال الذكاء الاصطناعي جزء من اتجاه أوسع للتنويع التكنولوجي بعيداً عن اقتصادياتهم التقليدية المعتمدة على النفط. ونظراً لطبيعة استنزاف موارد الوقود الأحفوري والتحول العالمي نحو مصادر الطاقة المتجددة، تستثمر هذه الدول في الذكاء الاصطناعي وتقنيات أخرى كجزء من خططها لتحويل اقتصاداتها. على سبيل المثال، أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة “استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي” كجزء من برنامجها الأوسع “القرن الإماراتي 2071″، بهدف تحسين أداء الحكومة وخلق بيئة مبتكرة ومنتجة بشكل كبير.

أهم القضايا التي يجب التعامل معها في هذا السياق هي كيف سيدير الدول الخليجية تحديات الطاقة أثناء تحقيقها للريادة في مجال الذكاء الاصطناعي. هذا تحدي أساسي حيث يتطلب الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات كميات هائلة من الكهرباء، مما قد يضغط على موارد الطاقة في هذه البلدان ما لم يتم العثور على حلول مستدامة.

Privacy policy
Contact